لقد كرم الله تعالى الإنسان بالعقل ‘ وميزه به عن الحيوانات حتى يفرق بين الطيب و الخبيث ‘ فأوجب حفظه عن كل ما يؤثر على سلامته ‘ وحرم كل ما يزيله أو يضعفه ‘ ومن ذلك :المسكر و المفترات التي تنحرف با عقل عما خلق له من قيادة صاحبه إِِِلى الهدى و الصلاح وحفظه عن التردي في مهاوي الضلال والفساد .
فكان الخمر بين الناس في الجاهلية و كان له مناف و إثم وأكبر من نفعه وعندما أ نزل الله تعالى الإسلام حرم شرب الخمر با تدريج وقصه على مراحل
** فبدأ يتبين أن الخمر له منافع ومأثم. قال الله تعالى (( يسألونك عن الخمر والميسر قل إ ثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ))....إلخ سورة البقرة آية(( 219 ))
** ثم وضع سبحانه وتعالى المرحلة الثانية بأن يتجنبوا الصلاة وهم سكارى وبعد هذا الأمر أصبحوا يشربوا الخمر بعد صلاة العشاء لعدم وجود صلاة بعدها لأن الله حذر بأن يصلى الإنسان وهو شارب خمر أو مسكر كما جاء في كتابه الحكيم . قال الله تعالى
(يأيها اللذين أمنوا لا تقربوا الصلاة أتنم سكرا حتى تعلموا ما تقلون ولا جنبا إلى عابر سبيل)) ...إلخ
وهذا قد يبين سماحه الإسلام وسهوله إتباعه وفيه حكمه من رب العالمين حتى لا تكون فيه مشقه على الناس من ترك هذا الخبيث ..
وكانت آخر مرحله هي تحريم الخمر لقوله ((يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون *إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر و
يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )).
________________________________________