من أشعار الصالحين في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم
من أشعار الصالحين في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
إليكم بعضاً من أشعار الصالحين في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
لا شك أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في غنى عن ثناء الخلق وأمداحهم ففقد أثنى الله عليه في كتابة فقال : { .. وإنك لعلي خلق عظيم }( 4- القلم ) ووصفة بجملة أوصاف منها قوله تعالى : { يا أيها النبي إن أرسلناك شاهداً ومبشرا ونذيرا ودعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا }ومهما تحدث المتحدثون عن فضل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فلن يصلوا إلى وصفه حيث لا يعرف قدر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلا ربه سبحانه وتعالى ولكنها تعبيرات محبين يعترفون فيها بعجزهم عن إدراك كنه صفاته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وقد جاءت هذه التعبيرات مدحاً عن حب على قدر حب المادح
وعلى تفنن واصفيه بحسنه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف
وقد هام أهل الإلهام بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حباً فجاءت تعبيراتهم فياضة بالمشاعر النورانية التي تنعش القلوب وتطرب الآذان وتذهب الهموم والأحزان وقد نظم الناظمون تلك المدائح تحبباً وتقرباً فقد مدحه السابقون الذين شاهدوه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كما مدحه اللاحقون وأطلقوا على قصائدهم اسم ( المدح أو المديح ) ولم يسموا ذلك رثاءً لأن المدح للأحياء والرثاء للأموات فهم يتمثلون حياته بروحانيته وإحساسه بنا ووجود منهجه فينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. قال العاشق عمر بن الفارض .
أرى كل مدح في النبي مقصرا وإن بالغ المثنى عليه وأكثرا
إذ الله أثنى بالذي هو أهله عليه فما مقدار ما يمدح الورى
وقيل :
الأمر أعظم من مقاله قائل إن رقق البلغاء أو إن فخموا
ماذا يقول المادحون ومدحه حقا به نطق الكتاب المحكم
وقال الإمام البوصيري رضي الله عنه ـ المادح الأعظم للرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ في البردة المباركة : ـ
دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى ذاته ما شئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم
وقيل
لو أن بحرا مداد الكاتبين وما في الأرض من شجر أقلام مستطر
لم يحصروا بعض فضل المصطفى أبدا وكيف يحصر شيء غير منحصر ؟!
ومن شعراء سيد الخلق سيدنا حسان بن ثابت وسيدنا عبد الله بن رواحه وسيدنا كعب بن مالك رضي الله عنهم جميعاً وقد أحسنوا وأجادوا في مدحهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال حسان بن ثابت :
أغر عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
ولعبد الله بن رواحه :
روحي الفداء لمن أخلاقه شهدت بأنه خير مولود من البشر
عمت فضائله كل العباد كما عم البرية ضوء الشمس والقمر
لو لم يكن فيه آيات مبينة كانت بداهته تغني عن الخبر
وللصحابي سواد بن قارب ـ رضي الله عنه يخاطب سيد الخلق سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ قائلاً :
فأشهد أن الله لا رب غيره وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل وإن كان فيما فيه شيب الذوائب
وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلاً عن سواد بن قارب
وللمادح الأعظم للرسول الإمام البوصيري قصائد فريدة جاءت قمة في الروعة والبيان وأشهرها البردة المباركة نختار منها مايلي : -
هو الحبيب الذي ترجي شفاعته لكل هول من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبل غير منفصم ( )
فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر أورشفا من الديم(2)
وكل أي آتى الرسل الكرام بها فإنما اتصلت من نوره بهم
فانه شمس فضل هم كواكبها يظهرن أنوارها للناس في الظلم
كأنه وهو فرد من جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا من العناية ركناً غيرمنهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
أحل امنه في حرز ملته كالليث حل مع الأشبال في أجم( )
كفاك بالعلم في الأمي معجزة في الجاهلية والتأديب في اليتم
وفي رائعة ثانية يصوغ البوصيري بيانا عن الرسول صلى الله عليه وسلم . والقرآن الكريم فيقول :
الله أكبر إن دين محمد وكتابه أقوى وأقوم قيلا
طلعت به شمس الهداية للوري وأبي لها وصف الكمال أفولا
والحق أبلجج في شريعته التي جمعت فروعا للهدي وأصولا
إن كنت تنكر معجزات محمد يوما فكن عما جهلت سئولا
شهدت له الرسول الكرام ألا اعجبوا من فاضل يستشهد المفضولا
قارنت نور النيرين بنوره فرأيت ضوء النيرين ضئيلا
ونسبت فضل العالمين لفضله فنسبت منه إلى الكثير قليلا
الله أعطي المصطفى خلقاً على حب الإله وخوفه مجبولا
عم البرية عدله فصديقه وعدوه لا يظلمون فتيلا
داع بأمر الله أسمع صوته الثقلين حتي ظن إسرافيلا
لم يدعهم إلا لما يحييهم أبداً كما يدعو الطبيب عليلا
يهدي إلي دار السلام من اتفى وغدا بنور كتابه مكحولا
أأحبه وأمل من ذكرى له ليس المحب لمن يحب ملولا
من خلقه القرآن جل ثناؤه من أن يكون حديثه مملولا
ولغيره
عيسى وموسى والصدور جميعهم هم أعين هو نورها لما ورد
لو أبصر الشيطان طلعه نوره
أو لو رأى النمروذ نور بهائه في وجه آدم كان أول من سجد
عبد الجليل مع الخليل وما عند
لكن جمال الله جل فلا يرى إلا بتخصيص من الله الصمد
ثم الصلاة علي النبي وآله الجامع المخصوص مادام الأبد
وجاء في تفسير( فتح القدير ) للإمام الشوكاني عند تفسيره آية سورة الضحى { ولسوف يعطيك ربك فترضى } ما يلي : أخرج البيهيقي في الشعب عن عم ابن عباس قال : رضاه أن يدخل أمنه كله الجنة . وقد هام الشعراء بما في الآية من رجاء فمما فاله الصالحون منهم :
قرأنا في الضحي ولسوف ترضي فسر قلوبنا ذاك العطاء
وحاشا يارسول الله ترضي وفينا من يعذب أو يساء
وقال غيره :
ألم يرضك الرحمن في سورة الضحى
أترضى مع الجاه العظيم ضياعنا
وحاشاك أن ترضى وفينا معذب
ونحن إلي أعتاب بابك ننسب
أفضها علينا نفحة نبوية تلم شتات المسلمين وترأب
وقيل:
أنت الشفيع وآمالي معلقة وقد رجوتك يا ذالفضل تشفع لي
هذا نزيلك أضحي لاملاذ له إلا جنابك ياسؤلي وياأملي
وقيل :
ياسيد العقلاء ياخير الورى يا من أتيت إلى الحياة مبشرا
وبعثت بالقرآن فينا هاديا وطلعت في الأكوان بدراً نيرا
والله ما خلق الإله ولا برا بشيراً يرى كمحمد بين الورى
وقيل :
يا خير مخلوق وأكرم مرسل وشفيع قوم أذنبوا وأساءوا
أنوارك العظمى إذا ما أشرقت يوم القيامة فالورى سعداء
ولابن الفارض :
وعلى تفن واصفيه بحسنه يفني الزمان وفيه مالم يوصف
والشعراء الصالحون هاموا بالمعنى النوراني السابق لسيدنا رسول الله حين أخذ الله له العهد والميثاق على جميع النبيين للإيمان برسالته والتبشير بدعوته صلى اله عليه وعليهم وآلهم وصحبهم أجمعين فهو بهذا المعنى السابق للخلق نوراً والخاتم للنبيين ظهوراً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . قال ابن نباته :
نبي أتم الله صورة فخره وآدم في فخاره يتصور
تنقل نوراً بين أصلاب سادة فلله منه في سما الفضل نير
به أيد الطهر الخليلي فانحنت يداه على الأصنام تهوي تكسر
ومن أجله جيء الذبيحان بالفدا وصين دم بين الدماء مطهر
وردت جيوش الفيل عن دار قومه فلله نصل قبلما سل ينصر
وقيل :
به قد أجاب الله آدم إذ دعا ونجى في بطن السفينة نوح
وما ضرت النار الخليل لنوره ومن أجله نال الفداء ذبيح
وللبخاري في باب النكاح ما يفيد أن العذاب يخفف عن أبي لهب كل يوم اثنين لأنه فرح بمولد النبي وأعتق جاريته ثويبه عندما بشرته بميلاده صلى الله علية وسلم – وأرضعته .
فقال الحافظ الدمشقي في هذا المعنى .
إذا كان هذا كافراً جاء ذمه بتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه يوم الاثنين دائماً يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي عاش عمره بأحمد مسروراً ومات موحدا
وقيل :
ألا يا محب المصطفى زد صبابه وضمخ لسان الذكر منك بطيبه
ولا تعبأن بالمبطلين فإنما علامة حب الله حب حبيبه
وللإمام الفقيه المحدث الحافظ أبن حجر الهيتمي المكي قصيدة رائعة في حياة سيدنا رسول الله صلى الله علية وسلم – وشعوره بنا وبأحوالنا عن طريق عرض الأعمال عليه واستغفاره ودعائه لنا نختار منها :
تواترت الأدلة والنقول فما يحصى المصنف ما يقول
بأن المصطفى حي طري هلال ليس يطرقة أفوال
وأن الجسم من بقاع لحد كورد لا يدنسه الذبول
يصلى في الضريح صلاة خمس دواماً لا يمل ولا يميل
كذا الأعمال تعرض كل يوم عليه كي يسر بها الرسول
فإن كانت صلاحاً قام يدعو ليغفرها وقد صفح الجليل
وبقعته التي ضمته حقاً رياض من جنان تستطيل
ومن لم يعتقد هذا بطه يقيناً فهو زنديق جهول
وقال الصيادي :
لك الفخار انجلى قدماً وآدم في مهد التكون شكلاً كان فخاراً
أحيا قلوب المؤمنين بنوره فانجاب عنها ساتر وغشاء
عمت هدايته وضاءت شمسه فلها إلى يوم القيام ضياء
ونقل القاضي عياض في شرح مسلم أن البقعة التي دفن فيها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم – أفضل بقاع الأرض بل أفضل البقاع على الإطلاق ثم إنه علق على ذلك قائلاً :
جزم الجميع بأن خير الأرض ما قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت كالنفس حين زكت زكى مأواها
وزيارته صلى الله عليه وسلم من أفضل القرب وقد كان الإمام مالك إذا دخل المدينة نزل وترجل على قدميه أدباً مع الحبيب ورجاءً أن يمس ترابا مشى علية صلى الله علية وسلم .
وقد قيل :
هنيئا لمن زار خير الورى وحط عن النفس أوزارها
فإن السعادة مضمونة لمن حل طيبه أوزارها
وقيل :
الله أكبر هذا المسجد العطر وهذه طيبة الفيحاء تزدهر
وهذه الروضة الغناء قد ظهرت من جنة الخلد لا هم ولا كدر
هذا العقيق وذا سلع وذا أحد يزهو بإيمانه والخلق ينتظر
هذى الربوع التي كان الحبيب بها يرعى القلوب وترعاه فتدكر
وقيل :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لروض أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ولسيدي الجيلي :
محمد الداعي إلى الله والذي به أرشد الله الورى وهداها
عليه سلام الله ما نطق أمرؤ بحكم آيات الهدى وتلاها
إن هؤلاء السادة ربطوا قلوبهم بسيد الخلق وبايعوه بيد الاتباع . يقول سيدي الرفاعي :
ربطو القلوب بحبه فتنورت وتطهرت من لوث داهية العما
وتسلسلت أيدي الرجال بوصله ليد بصاحبها تشرفت السما
وترى بطرز يد اتصالك منتهى إن الذين يبايعونك إنما
وللحسن بن عبد الرحمن بن غدة تخميس بالغ الروعة والجمال ذكر فيه بعض معجزاته وصفاته صلى الله عليه وسلم وهو .
الله زاد المصطفى تعظيما وقضى له التفضيل والتقديما
وأناله شرفاً لديه جسيما فهو المتمم فخره تتميما
صلوا عليه وسلموا تسليما
صلوا على من قد شفى بالريق عين الضرير ولدغة الصديق
وأعاد طعم الماء مثل رحيق إذ مج فيه العنبر المختوما
صلوا عليه وسلموا تسليما
صلوا على من شأوه لا يدرك صلوا على من شأنه لا يشرك
عيسى وموسى والخليل تبركوا بقدومه وعنوا له تسليما
صلوا عليه وسلموا تسليما
وقال سيدي صالح الجعفري في سيد الخلق وبيان أنه باب الوصول للحق .
لولا النبي المصطفى ما قبلا إيماننا إسلامنا كلا ولا
صلاتنا صيامنا والذكر والحج والزكاة ثم النحر
سر القبول في جميع العمل مفضل مشفع في الزلل
لولاه لم نعرف إله الناس كلا ولا كنا من الأكياس
وسيلة الخلق إلى الرحمن دنيا وأخرى واضح البرهان
وهو الشفيع يوم حشر الخلق شفاعة ثابتة بالحق
سيد سليم