هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عثمان بن عفان رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يويو




عدد الرسائل : 27
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 06/04/2008

عثمان بن عفان رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: عثمان بن عفان رضي الله عنه   عثمان بن عفان رضي الله عنه Icon_minitimeالسبت أبريل 26, 2008 4:38 pm

عثمان بن عفّان ::

رضي الله عنه وأرضاهـ ،،

،،

إن شخصية ذي النورين تعتبر شخصية قيادية، وقد اتصف - رضي الله عنه - بصفات القائد الرباني،،

ونجملها في أمور ونركز على بعضها بالتفصيل، فمن أهم هذه الصفات:

إيمانه العظيم بالله واليوم الآخر ،، والعلم الشرعي ،، والثقة بالله ،، والقدوة والصدق ،، والكفاءة والشجاعة ،، والمروءة ،،

والزهد ،، وحب التضحية ،، والتواضع ،، وقبول النصيحة ،، والحلم، والصبر ،، وعلو الهمة ،، والحزم ،،

والإرادة القوية ،، والعدل ،، والقدرة على حل المشكلات ،، والقدرة على التعليم وإعداد القادة ،، وغير ذلك من الصفات ..

وبسبب ما أودع الله فيه من صفات القيادة الربانية استطاع أن يحافظ على الدولة ويقمع الثورات التي حدثت في الأراضي المفتوحة،،

وينتقل -بفضل الله وتوفيقه- بالأمة نحو أهدافها المرسومة بخطوات ثابتة، ومن أهم تلك الصفات التي نحاول تسليط الأضواء عليها في هذا الموضوع هي:

أولاً: العلم والقدرة على التوجيه والتعليم:

يعتبر عثمان - رضي الله عنه - من كبار علماء الصحابة في القرآن الكريم والسنة النبوية،،

وكان حريصا على اتباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛

و لقد لازم ذو النورين النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستفاد من علمه وهديه، مما جعله من كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم جميعا،،

وكان - رضي الله عنه - قادرا على توجيه رعيته توجيها مفيدا، وتعليمهم واجباتهم ونقل آرائه النابعة من علمه وخبرته وتجاربه وممارسته إليهم؛

حتى يرتقوا في مجال الدعوة والتربية والتعليم والجهاد والاستعداد للقاء الله عز وجل ..

ومن توجيهات عثمان - رضي الله عنه - ما تضمنته خطبة خلافته التي قال فيها بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -:

إنكم في دار قلعة، وفي بقية أعمار فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه، فلقد أتيتم صبحتم أو مسيتم،،

ألا وإن الدنيا طويت على الغرور،، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور،،

واعتبروا بمن مضى ثم جدوا ولا تغفلوا، أين أبناء الدنيا وإخوانها الذين أثاروها وعمروها ومتعوا بها طويلا؟ ألم تلفظهم؟ ارموا الدنيا بالذي هو خير ،,

قال تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ

وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}
[الكهف: 45، 46].

ولقد كان المعنى الذي يدور حوله توجيه الخليفة الثالث - رضي الله عنه - في هذه الخطبة هو الحض على الإقبال على الله والزهد في الدنيا،،

وهذا هو المناسب لخطبته في ذلك الوقت الذي ألقى فيه الإسلام بجرانه في أقطار المعمورة وفتحت البلدان وأقبلت الدنيا بنعيمها،،

وبدأ الناس في التنافس فيها وبخاصة غير أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان المقال مناسبا للمقام ..

وقد روى عثمان - رضي الله عنه - أحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتفعت بها الأمة؛

1- أهمية الوضوء:

توضأ عثمان على البلاط، ثم قال: لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -,،

لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:

«من توضأ فأحسن الوضوء، ثم دخل فصلى، غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها»

2- تقليده لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الوضوء:

عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان: أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وظهر قدميه ،،

ثم ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ فقال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء قريبا من هذه البقعة،،

فتوضأ كما توضأت ثم ضحك، فقال: «ألا تسألوني ما أضحكني؟» فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال:

«إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه، حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، وإن طهر قدميه كان كذلك»

3- كفارات الوضوء:

عن عثمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«من أتم الوضوء كما أمره الله -عز وجل- فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن»

4- الوضوء وصلاة ركعتين ومغفرة الذنوب:

دعا عثمان بماء وهو على المقاعد, فسكب على يمينه فغسلها، ثم أدخل يمينه في الإناء فغسل كفيه ثلاثا،،

ثم غسل وجهه ثلاث مرار، ومضمض واستنثر، وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاث مرار، ثم مسح برأسه،،

ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرار، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

«من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث نفسه فيهما، غفر الله ما تقدم من ذنبه»

5- كلمة الإخلاص وكلمة التقوى:

قال عثمان - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

«إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقًا من قلبه إلا حُرم على النار»

فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدثك ما هي؟ هي كلمة الإخلاص التي ألزمها الله -تبارك وتعالى- محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه،،

وهي كلمة التقوى التي أَلاَصَ عليها نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عمه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا الله

6-العلم بالله يدخل العبد الجنة:

عن عثمان بن عفان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

«من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة»

7- الحسنات والباقيات:

عن الحارث مولى عثمان قال: جلس عثمان يوما وجلسنا معه فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء أظنه سيكون فيه مُدّ، فتوضأ ثم قال:

رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وضوئي هذا ثم قال:

«ومن توضأ وضوئي هذا، ثم قال فصلى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر،،

ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته،،

ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات»

قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات يا عثمان؟ قال: هن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله

8- خطورة الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

عن عثمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«من تعمد عليَّ كذبا، فليتبوأ بيتًا في النار»

هذه بعض الأحاديث التي رواها عثمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،،
وتدل على علم عثمان وحرصه على الاستزادة من الهدي النبوي، وفقه الشريعة الغراء ..

ثانيًا: الحلم:

إنّ الحلم ركن من أركان الحكمة، وقد وصف الله نفسه بصفة الحلم في عدة مواضع من القرآن الكريم؛

كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
[آل عمران: 155]

وقد بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - في حلمه وعفوه الغاية المثالية، وكان الخليفة الراشد عثمان بن عفان

شديد الاقتداء في أقواله وأفعاله وأحواله برسول الله - صلى الله عليه وسلم -،،

وكانت له مواقف كثيرة تدل على حلمه وضبطه لنفسه، ومن أوضح المواقف التي تدل على حلمه قصته في حصار الثائرين عليه؛

حيث أمر من عنده من المهاجرين والأنصار أن ينصرفوا إلى منازلهم ويدعوه وكانوا قادرين على منعه،،

وكان حلمه مبنيا على شوقه إلى لقاء ربه، وإرادته حقن دماء المسلمين ولو بقتله ..

ثالثًا: السماحة:

عن عطاء بن فروخ مولى القرشيين: أن عثمان - رضي الله عنه - اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه، فلقيه فقال: ما منعك من قبض مالك؟

قال: إنك غبنتني فما ألقى من الناس أحدًا إلا وهو يلومني، فقال: أو ذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا، وقاضيا ومقتضيا»

فهذا مثل رفيع في السماحة في البيع والشراء، وهو يدل على ما جبل عليه عثمان - رضي الله عنه - من الكرم وعدم التعلق بالدنيا،،

فهو يستعبد الدنيا لخدمة مكارم الأخلاق التي من أهمها الإيثار،،

ولا تستعبده الدنيا، فتجعل منه أنانيا يؤثر مصالحه الخاصة وإن أضر بالناس ..

رابعًا: اللين:

امتن الله تعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن رزقه صفة اللين رحمة منه به وبعباده،،

قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
[آل عمران: 159].

أفادت الآية الكريمة أن صفة اللين رحمة من الله يرزق بها من شاء من عباده، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -

قد رزق هذه الصفة رحمة من الله به وبعباده الذين بعثه إليهم،،

ويفهم من الآية أن المتصف باللين يحبه الناس ويلتفون حوله ويقبلون منه ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه ؛

فاللين من الصفات الطيبة التي اتصف بها عثمان - رضي الله عنه -، فكان - رضي الله عنه - لينًا على رعيته عطوفًا على أمته،،

يخاف أن يصاب أحد دون علمه فلا يتمكن من تلبية حاجته، وكان يتتبع أخبار الناس، فينصر الضعيف، ويأخذ الحق من القوي - رضي الله عنه - ..

خامسًا: العفو:

عن عمران بن عبد الله بن طلحة: أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - خرج لصلاة الغداة فدخل من الباب الذي كان يدخل منه،،

فزحمه الباب فقال: انظروا، فنظروا فإذا رجل معه خنجر أو سيف، فقال له عثمان - رضي الله عنه -:

ما هذا؟ قال: أردت أن أقتلك، قال: سبحان الله!! ويحك، علام تقتلني؟ قال: ظلمني عاملك باليمن،،

قال: أفلا رفعت ظلامتك إليَّ فإن لم أنصفك أو أعديك على عاملي أردت ذلك مني؟ فقال لمن حوله: ما تقولون؟

فقالوا: يا أمير المؤمنين، عدو أمكنك الله منه، فقال: عبد همَّ بذنب فكفه الله عني، ائتني بمن يكفل بك،،

لا تدخل المدينة ما وليت أمر المسلمين، فأتاه برجل من قومه فكفل به فخلى عنه ..

فهذا تسامح كبير من أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -؛ حيث عفا عمن أراد قتله،،

والعفو عند المقدرة صفة من صفات الكمال في الرجال، وهو دليل على التجرد من حظ النفس وتقلص الأنانية، وضعف الارتباط بالدنيا،،

وقوة الارتباط بالآخرة، وهذا الخلق إضافة إلى أنه عمل صالح يرفع من درجات صاحبه في الآخرة فإنه سياسة حكيمة في الدنيا؛

إذ أن هذا الرجل الذي أراد الاعتداء لو أنه قتل أو عوقب عقوبة بليغة لربما أحدث فتنة بإيغار صدور أفراد قبيلته واستعدادهم للانتقام إذا سنحت لهم الفرصة،،

لكن العفو عنه يجعل أفراد قبيلته وأبناء بلده يعذلونه ويعنفونه على ما حاول الإقدام عليه،،

وبذلك تنطفئ الفتنة قبل تصاعدها، ويكسب صاحب العفو قلوب الناس وولاءهم ..

سادسًا: التواضع:

قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا} [الفرقان: 63]..

عل المولى -عز وجل- صفة التواضع أولى صفات عباده المؤمنين، ولقد كان الخليفة الراشد عثمان متصفا بهذه الصفة،،

وكانت هذه الصفة تنبع من إخلاصه لله سبحانه وتعالى؛ فعن عبد الله الرومي قال:

كان عثمان بن عفان يأخذ وضوءه لنفسه إذا قام من الليل، فقيل له: لو أمرت الخادم كفاك، قال: لا،،

الليل لهم يستريحون فيه فهذا مثل من اتصاف أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - بالرحمة،،

فهو مع كبر سنه وعلو منزلته الاجتماعية يخدم نفسه في الليل ولا يوقظ الخدم، وإن وجود الخدم من تسخير الله تعالى للمخدومين،،

وإن مما ينبغي للمسلم الذي سخر الله تعالى من يخدمه أن يتذكر أن الخادم إنسان مثله له طاقة محدودة في العمل،،

وله مشاعر وأحاسيس فينبغي له أن يراعي مشاعره،، وأن ييسر له الراحة كاملة في النوم، وأن لا يشق عليه بعمل

وكان - رضي الله عنه - من تواضعه واحترامه لعم النبي - صلى الله عليه وسلم -

إذا مر به وهو راكب نزل حتى يزول العباس احتراما وتقديرا له ..

سابعًا: الحياء والعفة.

الحياء من أشهر أخلاق عثمان - رضي الله عنه - وأحلاها، تلك الصفة النبيلة التي زينه الله بها، فكانت فيه منبع الخير والبركة،،

ومصدر العطف والرحمة،، فقد كان - رضي الله عنه - من أشد الناس حياء فقد ذكر الحسن البصري -رحمه الله-

عثمان بن عفان يوما وشدة حيائه فقال: إنه ليكون في البيت، والباب عليه مغلق،،

فما يضع عنه ثوبه ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه ..

ومن حيائه - رضي الله عنه - ما روته بنانة -وهي جارية لامرأته- تقول: كان عثمان إذا اغتسل جئته بثيابه

فيقول لي: لا تنظري إلي، فإنه لا يحل لك !

وأما عن عفته وبعده عن مساوئ الأخلاق فحدث في ذلك بما شئت ولا حرج، فإنه - رضي الله عنه - لم يعرف طريق الفحشاء في الجاهلية ولا في الإسلام،،

يقول عثمان - رضي الله عنه -: ما تغنيت ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،

ولا شربت خمرا في جاهلية ولا في الإسلام، ولا زنيت في جاهلية ولا في الإسلام ..

ثامنًا: الكرم:

كان عثمان - رضي الله عنه - من أكرم الأمة وأسخاها، وله في ذلك مواقف ومآثر لا تزال غرة في جبين التاريخ الإسلامي؛

فقد مر معنا ما قام به في غزوة تبوك، وشراؤه لبئر رومة وتصدقه به على المسلمين، وتوسيعه للمسجد النبوي في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -,،

وتصدقه بالقافلة المحملة بالخيرات في عصر الصديق - رضي الله عنه -، وكان - رضي الله عنه - يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم،،

فجميع ما أعتقه ألفان وأربعمائة رقبة تقريبا وقد روى أنه كان له على طلحة بن عبيد الله -وكان من أجود الناس- خمسون ألفا،،

فقال له طلحة يوما: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال له عثمان: هو لك معونة على مروءتك لقد كان سخاء عثمان وجوده صفة أصلية في شخصيته الفذة

- فقد وظف أمواله في خدمة دين الله فلم يبخل في تأسيس الدولة الإسلامية والجهاد في سبيل الله تعالى، وخدمة المجتمع ابتغاء رضوان الله تعالى ..

تاسعًا: شجاعته:

يعد عثمان - رضي الله عنه - من الشجعان، والدليل على ذلك:

1- خروجه للجهاد في سبيل الله، وحضوره المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

وإذا اتهم بتخلفه عن بدر فقد سبق أن قلنا إن ذلك كان بأمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،،

ثم عده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الذين شهدوها وأعطاه سهمه منها،،

ونال أجره إن شاء الله، وليس بعد كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلام ..

2- سفارة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - له إلى قريش في الحديبية:

امتثل عثمان - رضي الله عنه - -كما مر معنا- لطلب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وذهب إلى قريش وهو يعرف ما أقدم عليه،،

غير أن رجولته وبطولته قد أبتا عليه إلا الامتثال والطاعة ..

إن من يقبل السفارة في مثل تلك الظروف لشجاع عظيم، وبطل من الأبطال النوادر، صحيح أنها أمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ولكنها في الوقت نفسه شجاعة لا يمكن أن يقبل بها جبان أو رجل عادي ..

3- الفداء بالنفس:

عندما حوصر - رضي الله عنه - في داره طلب منه المارقون التنازل عن الخلافة لا خيار غيره أو القتل، أو عزل ولاته وتسليم بعضهم،،

فأصر على موقفه مضحيا بنفسه من أن تصبح الخلافة بيد ثلة تزيح من ترغب، وتعين من تحب، أو تنزع الخلافة من صاحبها الذي اختارته الأمة،،

ويصبح ذلك قاعدة فأصر على موقفه وهو يرى الموت في سيوف المحاصرين، وإن الذي يقف هذا الموقف لهو الشجاع وإنه لصاحب حق،،

ولن يقف هذا الموقف رجل جبان أو محب للدنيا أبدا، فالحياة عند هؤلاء الجبناء أفضل من المكانة ومن الدنيا كلها،،

ولكن هذا الإصرار العجيب والعزيمة النافذة، والشجاعة الفائقة من عثمان - رضي الله عنه - ثمرة إيمان قوي بالله -عز وجل- واليوم الآخر وقر في قلبه،،

وجعله يستهين بكل شيء في هذه الحياة حتى بالحياة نفسها ..

4- الجهاد بالمال:

إن الجهاد بالنفس اقترن مع الجهاد بالمال، وربما قدم عليه، قال تعالى:

{لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ

عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}
[النساء: 95].

وهناك آيات كثيرة تقرن المال بالنفس، وإن الذي ينفق المال في سبيل الله بسخاء إنما هو مجاهد وشجاع، وقد أنفق عثمان - رضي الله عنه - الكثير

حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم» ..

لقد كان عثمان - رضي الله عنه - شجاعا لا يهاب الموت، جريئا يواجه الباطل في تحدٍّ سافر، حليما لا يجهله حمق الحمقى ..

عاشرًا: الحزم:

إن صفة الحزم في شخصية ذي النورين أصيلة، ونجد الصديق - رضي الله عنه - عندما عرض عليه الإسلام قال له:

ويحك يا عثمان إنك رجل حازم، ما يخفى عليك الحق من الباطل، ما هذه الأوثان التي يعبدها قومنا وفي سنة 26 هـ زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه،،

وابتاع من قوم وأبى آخرون، فهدم عليهم، ووضع الأثمان في بيت المال، فصيحوا بعثمان، فأمر بهم بالحبس، وقال: أتدرون ما جرأكم عليَّ؟

ما جرأكم علي إلا حلمي، قد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا به، ثم كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد، فأخرجوا ..

ومن المواقف التي تدل على حزمه: حمايته لنظام الخلافة من الضياع،،

فلم يجب الخارجين إلى خلع نفسه من الخلافة، فكان بذلك يمثل الثبات واستمرار النظام ..

:..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alsela1.yoo7.com
hassan
المدير العام
المدير العام
hassan


عدد الرسائل : 199
العمر : 31
المزاج : رايق
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

عثمان بن عفان رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عثمان بن عفان رضي الله عنه   عثمان بن عفان رضي الله عنه Icon_minitimeالسبت أبريل 26, 2008 6:30 pm

تانك يو thank you
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sada2.yoo7.com
 
عثمان بن عفان رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: °l||l°القسم الاسلامي°l||l° :: °l||l°منتدى الاسلام وشؤون المسلمين°l||l°-
انتقل الى: